< Back to 68k.news SA front page

الفيضانات التي شهدتها دول خليجية لا تعود لاستخدام تكنولوجيا الاستمطار الصناعي في الإمارات

Original source (on modern site)

خبر كاذب

في مقال على موقع وكالة بلومبيرغ الإخبارية الأمريكية، وجهت اتهامات لتكنولوجيا تستخدمها الإمارات العربية المتحدة في الاستمطار الاصطناعي بالتسبب في الفيضانات العارمة التي ضربت عددا من البلدان الخليجية في يوم 16 و17 نيسان/ أبريل الجاري: ويتعلق الأمر بتقنية لتلقيح السحب والتالي جعل السماء تمطر. ووسط حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي تتبنى نظريات المؤامرة، تؤكد هذه الأمطار الغزيرة نظرية "chemtrails شيمتريلز". ولكن على الرغم من أن بعض تقنيات الهندسة المناخية تثير جدلا، إلا أنها لا تثبت إلى حد الآن وجود تقنية "chemtrails شيمتريلز".

نشرت في: 19/04/2024 - 10:56

7 دقائق

عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تداول مستخدمو إنترنت مقربون من دوائر نظريات المؤامرة مقالا على موقع وكالة بلومبيرغ الإخبارية الأمريكية بشأن الفيضانات العارمة في منطقة الخليج مؤكدين وجود " موقع وكالة بلومبيرغ الإخبارية الأمريكية" © فرانس 24 - مراقبون

إعداد: فريق تحرير مراقبون

حررت هذا المقال: جوليات غاش

عملية التحقق في سطور

عملية التحقق بالتفصيل

بين يومي الثلاثاء 16 والأربعاء 17 نيسان/ أبريل الجاري، شهدت عدد من دول منطقة الخليج أمطار طوفانية تعادل ما يهطل في هذه البلدان خلال سنتين. وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، تداول مستخدمو الإنترنت عددا كبيرا من مقاطع الفيديو تظهر هذه الظاهرة المذهلة للتصحر المطرد في هذه المنطقة القاحلة.

Dubai Airport enjoying a light shower 👀✈️ pic.twitter.com/4g9pEf3RKg

— Breaking Aviation News & Videos (@aviationbrk) April 16, 2024
مقطع فيديو يظهر مطار دبي وقد امتلأ بالسيول خلال الفيضانات، ونشر المقطع في 16 نيسان أبريل 2024 على منصة إكس (تويتر سابقا). حساب @aviationbrk على منصة إكس.

واستغلت حسابات تتبنى نظريات المؤامرة هذا الظرف المناخي للإشارة إلى نظريات مؤامرة تلاقي رواجا واسعا وهي نظرية ""chemtrails شيمتريلز" أو "الآثار الكيماوية". وحسب هذه النظرية، فإن مخلفات الدخان الأبيض الذي تخلفه الطائرات في السماء يتكون من مواد كيماوية. حتى أن البعض يتحدث عن مساع لنشر مرض السرطان فيما تحدث آخرون عن مبيد كيماوي يجبر المزارعين على شراء مادة "أو جي أم OGM" فيما تحدثت حسابات أخرى عن مشروع للسيطرة النفسية على الناس.

على حسابه في منصة إكس (تويتر سابقا)، نشر الفرنسي سيلفانو تروتا المعروف بقربه من دوائر نظريات المؤامرة صورا مقتطفة من الشاشة لمقال على موقع وكالة بلومبيرغ الإخبارية الأمريكية مع عنوان مثير "دبي في حالة شلل تام بعد أن تسببت تكنولوجيا الاستمطار الصناعي في تعميق الفيضانات". ويشير هذا المقال إلى استخدام الإمارات العربية المتحدة هذه التكنولوجيا منذ ما يزيد عن 20 عاما والتي تسمح ضمن آلياتها بهطول الأمطار.

وحسب هذه الشخص ومستخدمين آخرين للإنترنت فإن عملية تلقيح السحب وتحدث وكالة بلومبيرغ الأمريكية عن هذه التكنولوجيا يؤكد صحة نظرية "chemtrails شيمتريلز". ولكن ذلك ليس صحيحا بالمرة.

صورة مثبتة من الشاشة من منشور للفرنسي سيلفانو تروتا المتبني لنظريات المؤامرة في 17 نيسان أبريل 2024 يؤكد فيه أن وكالة بلومبيرغ أكد صحة نظرية "chemtrails شيمتريلز" بحديثها عن الفيضانات في دبي. © صورة من حساب @silvano_trotta على منصة إكس (تويتر سابقا)

تلقيح السحب

يمكن أن تأخذ عملية تلقيح السحب عدة أشكال وفي العموم، يتعلق الأمر باقتراب طائرات معدة للغرض تحمل صواريخ مثبتة على أجنحتها وتلقي على السحب مواد تساهم في إخراج الماء الموجود فيها. وهو ما يؤدي إلى تشكل قطرات ماء أكبر وبالتالي هطول الأمطار.

وتعد هذه التقنية من بين أساليب الهندسة المناخية بما أنها تساهم في تغيير الوضع الجوي. ولكن ذلك لا يمنع من أنها محل جدل علمي. إذ يشكك كثير من الباحثين بشكل مستمر في نجاعتها ويعتبرون أنها هامشية مقارنة بكلفة كل طلعة جوية.

وساهم هذا الجدل في فسح المجال أمام جماعات تتبنى نظرية المؤامرة للإلقاء بنظرياتهم بشأن هذه الأساليب العلمية التي يصعب فهمها في كثير من الأحيان. وترى الباحثة في المعهد الفرنسي للبحوث العلمية في فرنسا سي إس إر أس والمسؤولة المساعدة في تجمع خبراء حول تغيير أحوال الطقس في المنظمة العالمية لأحوال الطقس (أو إم إم) أندريا فلوسما التي تواصل معها فريق تحرير مراقبون فرانس24، أن تقنيات تلقيح السحب هذه مختلفة تماما عن الحجج المؤامراتية لنظرية " chemtrails شيمتريلز".

وفي هذه النظرية المؤامرتية، يقول من يؤمن بصحتها بأن " chemtrails شيمتريلز" أي آثار كيماوية تتشكل في منطقة عالية من الجو وفي حال تلقيح السحب بهدف هطول الأمطار، يجب استهداف السحب الموجودة في أقرب منطقة من الأرض للحصول على أفضل النتائج، وفق تأكيد أندريا فلوسمان.

زد على ذلك أن متبني نظرية "" chemtrails شيمتريلز" يعتبرونها ظاهرة أشمل، فإن عملية تلقيح السحب هي عملية تتم على "نطاق محلي صغير جدا"، إذ يجب استهداف منطقة محددة بدقة والتحليق تقريبا وسط السحابة وفق أندريا فلوسمان.

وهو ما يعني أن عملية تلقيح السحب لا تعني أبدا وجود ما يثبت صحة نظرية "" chemtrails شيمتريلز".

في دبي.. فرضية صحة أن عملية تلقيح السحب تعد أحد العوامل المساهمة في الفيضانات هي "ضعيفة جدا"

ولكن هل ساهمت عمليات تلقيح السحب بالفعل في تعميق الفيضانات العارمة حسبما أكده وكالة بلومبيرغ الإخبارية الأمريكية.

للإجابة عن هذا السؤال، توضح أندريا فلوسمان بأن هذه فرضية صحة هذه المعلومة "ضعيفة جدا" حيث تضيف "من الواضح أن الوضع يتعلق بطارئ مناخي غير اعتيادي، كان هناك وضع جوي مليء بنسبة عالية من الرطوبة، إذا ما كانت ضرورة للبحث عن متهم فيجب أن توجه أصابع الاتهام إلى ظاهرة النينو المناخية".

زد على ذلك أنه -منذ نشر مقال وكالة بلومبيرغ الإخبارية الأمريكية- نفى المركز الوطني لأحوال الطقس في الإمارات العربية المتحدة في تصريح لقناة سي إن بي سي الأمريكية أنه نفذ عمليات ساهمت في تغيير الوضع الجوي في الأيام التي سبقت العاصفة التي أطلق عليها "منخفض الهدير".

وليست هذه المرة الأولى التي تشهد فيها الإمارات العربية المتحدة ودول أخرى في منطقة الخليج فيضانات عارمة بهذا الشكل. في المقابل، فإن البنى التحتية في هذه البلدان ليست مهيأة للتعامل مع هذا الكم الهائل من التساقطات في وقت وجيز باعتبار أن هذه الظواهر الجوية تعد جد نادرة واستثنائية في هذه المنطقة.

لقراءة المزيد حول نفس المواضيع:

< Back to 68k.news SA front page